سبتمبر 1, 2022 - 6:50 م

366

بقلم الشيـخ سامي المسعودي

وسط شدة المعارك التي كانت تدور حولنا واصوات القذائف والعيارات النارية المترامية بين قواتنا والتنظيمات الارهابية ضمن قاطع عمليات غرب الموصل ، تعالت اصوات المنادين لاذان صلاة الظهر
كنا نقف متقاربين نستمع الى توجيهات الحاج ابومهدي (رحمه الله) في التخطيط لادارة معارك التحرير حيث اجتمع حوله امري الالوية المقاتلة في هذا القاطع من العمليات وكان ابرز المتواجدين الاخ الكريم الحاج صفاء (ابو مصطفى).

أومأت برأسي نحو الاخ ابو مهدي وهمست في اذنه :”حاج لنصلي ثم نعود بعدها لمباشرة العمل”. فأجابني وهو في خضم الانشغال بتفاصيل التخطيط والادارة للمعارك :” شيخنا بيها مجال بس اكمل نشر القطعات “. وبعد ان انهى نشر القوات واعطاء أوامره لمسؤولي الالوية ، توجهنا للبحث عن ماء للوضوء، فأنتهي بنا الحال امام خزان كان اشبه بقدر للطبخ وقد غطاه رماد النار ولا توجه في جوانبه جهة قد خلت من الانبعاجات اثر اسناده على الصخور او اصابات العيارات النارية. لكن مشاعرنا تلك اللحظات كانت اشبه بما وعد به اهل الجنة من جمال العشق للباري عز وجل ممزوجة بتراب الجهاد الذي فاحت منه روائح المسك والعنبر ، لا يشمها ولا يسشتعرها الا من عرف قيمة الجهاد في سبيل الحق حقا وقداسة القضية التي نذود لها. وفي طريقنا لموقع ادائنا الصلاة اوقفنا عدد من الاخوة المجاهدين بضمنهم الاخ الحاج صفاء الذي نادى الاخ ابومهدي يطلب منه ان يسمح له بمتابعة تقدم قطعاته لما تم تخطيطه للصفحة الثالثة من المعركة. تبسم الاخ ابو مهدي متعجبا من الحاج صفاء وقال له: “اني اعرف القوات العسكرية عادة تطلب الراحة بعد كل معركة ، وانتم تطلبون المزيد بقلـم من التقدم ؟!”. فما كان منه الا ان طلب خارطة للمنطقة وهو رافع الكمين اثر الوضوء، واخذ يشرح وقوفا على الخريطة يخنصره الشريف (كما مبين في الصورة) موضحا اهمية المنطقة التي يروم الاخ الحاج صفاء دخولها.. وبعدها نظر اليه الحاج ابومهدي وقال : “هذه المنطقة صعبة وقواتكم متعبة، أني ارى ان تستريحوا وبعدها نعاود القتال نحوها”. فرد عليه الاخ ابومصطفى: ” حاج احنه الحشد.. ولا تشيل هم ابدا، عليك 66 وسط شدة المعارك التي كانت تدور حولنا واصوات القذائف والعيارات النارية توفير الدعم اللوجستي والباقي علينا “. فأبستم الحاج ابومهدي (رحمه الله) من رده وشجاعته، فما كان له الا ان يوافق وقال:” اخي توكل على الله .. ان شاء الله النصر حليفكم ” الصرف الاخوة المجاهدين مبتعدين عنا ، وعيني تنظر اليهم بكل فخر محدثا نفسي ، اي ابطال هولاء ، يتوسلون معارك الموت مع اعتى تنظيم ارهابي صاحب اقذر اساليب للقتال من مفخخات وانتحاريين؟ حتى استقلوا سياراتهم ضاحكين مستبشرين كانهم متوجهين لحفلة عرس لا المترامية بين قواتنا والتنظيمات الارهابية ضمن قاطع عملیات غرب الموصل ، تعالت اصوات المنادين لاذان صلاة الظهر. كنا نقف متقاربين نستمع الى توجيهات الحاج ابومهدي (رحمه الله) في التخطيط لادارة معارك التحرير معركة موت وحياة ؟!. انهينا صلاتنا، ولم استطع الانتظار لسؤال الحاج ابو مهدي : “مالذي ، حيث اجتمع حوله امري الالوية المقاتلة في هذا القاطع من العمليات وكان ابرز المتواجدين الاخ الكريم الحاج صفاء (ابو مصطفى). يحدث حاج ؟ خريطة بالية وشرح استغرق دقائق عن وقوف، للشروع في معركة تحرير لبشر واراض مغتصبة؟! عادة مثل هذه الظروف تحتاج اجتماعات وتحضيرات حتى يتم الشروع بها ؟”. فاجابني ابومهدي وكله ثقة: “شيخنا المسعودي كن على ثقة بالله اني لا زلت افكر بمثل ما تقول ، لكن حين يقف امامك كهؤلاء الرجال، الذين خلقوا لمثل هذا اليوم معدتهم الاخلاص والارادة سيكون النصر حليفنا ان 99 شاء الله ” وبالفعل اشرقت شمس صباحنا التالي ودخل علينا الاخوة المجاهدين بابتسامة شامخة تبشرنا بالنصر المؤزر ومن دون خسائر ، فحمدنا الله وشكرناه على نصره وتأييده لنا