يوليو 30, 2022 - 12:47 م

411

سعد الاوسي

يحكى ان (ولاية) انعمت عليها احدى (عصابات الكاوبوي)! بنعمة (الديمقراطية)! و(الحرية)! بعد ان اجرت عملية (تحرير)! شاملة لابناء هذه الولاية! فتضمنت تلك (النعم)! استباحة دماء ابناء الولاية وانتهاك اعراضهم وتشريد الملايين منهم وتهجير مئات الالاف وقتل واغتيال اكثر من مليون واعتقال نصف مليون اخر! وجاءت تلك العصابة بـ(والي)! جديد اضاف نعم اخرى للولاية في مقدمتها (الشفافية)! هذا الوالي كان يتحدث قبل تنصيبه على (كرسي الحكم)! بأنه سيقف مع المظلومين وسيحكم بالعدل والمساواة وسيقضي على المحسوبية و(المنسوبية)! وسيجعل كل شخص كفوء يأخذ فرصته في الحياة! وتعهد هذا (الوالي)! بتوفير لقمة عيش كريمة لكل ابناء الولاية وتوزيع خيرات الولاية! التي تزخر بالثروات واهمها (النفط)! مثلما قطع عهدا على نفسه (سيادة الوالي)! بأنه لا مكان لـ(الواسطات)! في التعيين ولا (رشاوي) بعد اليوم! وانه سيوفر الامن والامان لكل ربوع الولاية! وسيجعلها (ربيع)! و(جوها.. بديع)! والكهرباء يوفرها بصورة لا تقل عن ولايات (الخليج العربي)! وسيرفع (السيد الوالي)! مستوى الفقراء الى مصاف (الاغنياء)! وسيعيد كل موظف حرم من الدوام وانقطع رزقه من جراء ما قامت به (عصابات الكاوبوي)! ومن جاء وتعاون معها! وصدّق الكثير من ابناء الولاية هذه (الافلام الهندية)! التي يحكيها لهم (الوالي)! و(حبربشته)! و(عظامته)! الذين كانوا ينتظرون الساعة التي يستلموا فيها السلطة! وكان (الوالي)! يردد ان (البطاقة التموينية)! لا تمثل طموحه وجماعته بل انه سيجعل محتوياتها حلما يراود كل ابناء الولايات المجاورة! وسيكون لكل مشرد (ملاذ امن)! وسيوزع الاراضي والهبات ليجعل الشعب في (رفاهية)! وانتعاش! و(بحبوحة)! كان كل هذا قبل الجلوس على (الكرسي)! وما ان استلم السلطة (حضرة الوالي وجماعته)! ودخلوا الى قصر الولاية (ما تشوف عيونكم الا النور)! اول ما قام به جعل زوج ابنته (بتاع كلو)! والمسؤول الاول والاخير عن امنه الشخصي! والمشرف على جميع العقود والصفقات التجارية الكبيرة والمشاريع العملاقة، كما قام بتعيين (الاقربون)! والدافعين بالتي هي احسن في اعلى المناصب! اما (نسيب الوالي العزيز)! فأصبح (بعبعا)! يهابه الجميع! وجاء من جاء ليتبوأ المواقع والمسؤوليات وهو لا يحمل حتى شهادة من (مدارس الملالي)! اما اصحاب الشهادات والكفاءات فباتوا مطاردين من ولاية لاخرى بسبب الحقد والكراهية التي يحملها (حاشية واتباع الوالي) ضدهم! وبما ان الوالي ادرك ان ابناء الولاية باتوا (يحنون)! الى ايام زمان حيث الامن والامان فقد اعادهم الى (المهفة)! بعد ان قرر (الوالي)! اعدام الكهرباء (نتلاً)! حتى الموت، مثلما عادت (التونكة)! التي كان يشرب بها ابناؤنا واجدادنا الى الوجود بعد ان كادت تنقرض حالها حال الديناصورات! اما المعاملات في دوائر الولاية فحدث وبلا حرج! فقد وصل سعر الجواز الى (مليون ليرة ذهبية)! اما الوزراء فباتوا يديرون امور وزاراتهم عبر (حمام الزاجل)! كونهم وعائلاتهم يعيشون في ولايات (فايخة)! بعيدة عن (دوخة ولايتهم)! ويبذخون الملايين في الاماكن السياحية ويتسكعون في المنتجات والفنادق الراقية تاركين ابناء الولاية يصارعون جحيم وضعهم وولايتهم الخالية من العمل والامن والامان، وعندما تصل اصوات البعض من ابناء الولاية من ان الشعب يموت جوعا يأتي رد (السيد الوالي)! ليقول (أليس التقوى هي زاد المؤمنين)؟! وهكذا من (القشمريات)! و(الكلاوات)! التي كان يحللها الوالي لنفسه ولحاشيته واتباعه ويجعلها (حراميس) على الاخرين! ولكنها هيهات ان تنطلي على اصغر المخلوقات! اما احوال الولاية في زمن هذا الوالي فأصبحت هرج ومرج! والحديث عنها بلا حرج! فالقانون اصبح في خبر كان والقتل بات (راجيتة)! لكل ابناء الولاية الساكنين خارج اسوار القصر! فالخطف موعود والتهجير موجود والشوارع خالية والعصابات تصول وتجول امام الوالي وزبانيته حتى (صاحت الناس الداد)! فطالبوا الوالي باجراء تغييرات جذرية من شأنها ان تقدم الخدمات وانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من الولاية وابنائها (معا)! وان يرحموا الناس الذين يسيرون وسط موجات القتل والاغتيال والذبح بلا شفقة ولا انسانية! فظل الوالي يماطل و(يجاطل)! حتى ظهور اسماء وزراء لا يختلفون عما سبقوهم ان لم يكن الذين قبلهم افضل منهم! وهم جميعا خارجين من تحت عباءة الوالي وكأنك يا ابا زيد ما غزيت!
حكاية هذا الوالي استوقفتني وانا اسمع اسماء الوزراء الجدد ولم اتفاجأ شخصيا لأنني اتوقع كل شيء ! ولكنني هنا اقول اذا كان الامر يحدث علنا وامام الرأي العام بهذه الطريقة (المضحكة)! على المناصب الوزارية فما بالنا بالذي يجري خلف الكواليس و(الدهاليز)! فهل هذه هي الاصلاحات التي ينتظرها الشعب المظلوم؟! واذا كان المعلن عنها بهذه الصورة فما الذي تخبؤه (عباية الوالي)….في المستقبل القريب…..؟!